Thursday, November 23, 2006

مساحه أخرى للبوح


بداية العلاقه بين الموسيقى الأوركستراليه و الوجدان المصرى
******* ******* *****
كان لإنشاء مبنى دار الأوبر القديم عام 1869 بمناسبة إفتتاح قناة السويس الأثر الكبير على الشعور الموسيقى المصرى و خصوصا فى الطبقه الأرستقراطيه فى هذا الوقت و ذلك عن طريق المواسم الشتويه للدار و التى كانت تحييها الأوكسترات الإيطاليه و الألمانيه . هذا ما شجع بعض أفراد الطبقه المثقفه فى ذلك الوقت على تأليف بعض المقطوعات الموسيقيه البسيطه و التى حاولوا من خلالها التعبير بشكل أو بأخر عن بيئتهم المحليه.
و لكن الأمر لديهم لم يتعد سوى قضاء وقت ممتع مع الأصدقاء فى الصالونات التى تقام لسماع و عزف الموسيقى الكلاسيكيه أما التأليف الموسيقى بمعنى الكلمه و الذى يراعى فيه الهدف ..عمق التجربه .. الرساله المقصوده منه و إلى أى متلقى تُوجه تلك الموسيقى
كانت البدايه الحقيقيه فى بداية العقد الثالث من القرن العشرين عن طريق المؤلف الموسيقى المصرى يوسف جريس 1899/1962 حينما ألف أول قصيد سيمفونى بعنوان مصر و الذى عُزف لأول مره فى الأسكندريه عام 1933 و بهذا يعتبر يوسف جريس أول مؤلف موسيقى يقوم بتأليف أول موسيقى أوركستراليه مصريه . تزامن معه فيما بعد المؤلفان الموسيقيان حسن رشيد و أبو بكر خيرت
كانت التحديات أمام مؤلفى الموسيقى فى هذه الفتره هى كيفية توصيل هذا النوع من الموسيقى للأذن المصرية العادية و أى شكل من أشكال هذا النوع يمكن إستساغته بين الناس فتوجهوا فى ذلك الوقت لإستلهام بعض الجمل الموسيقيه و الأغانى الفولكلوريه و إعادة إعدادها للأوركسترا السمفونى بمعنى إختيار ملودى فولكلورى معين و عزفه بوسطة فصيل معين من الأوركسترا مثلا الألات الخشبيه و يقوم المؤلف فيما بعد بكتابة جمل موسيقيه أخرى لباقى فصائل الأوركسترا مما يعمل على إثراء الحاله الشعوريه للمستمع و هذه هى الفكره الأساسيه التى يقوم عليها التأليف الأوركسترالى
و على الجانب الأخر قام المؤلف الموسيقى حسن رشيد بتوزيع بعض الأغنيات أواخر الثلاثينات/أوائل الأربعينات مثل أوبريت قيس و ليلى لعبد الوهاب و أسمهان ، أغانى و إستعراضات فيلم إنتصار الشباب
و قد ساعدت تلك التجربه على تقريب المسافه بين الأذن المصريه و الكتابه للأوركسترا
مع دخول الخمسينات أصبحت الموسيقى الكلاسيكيه أكثر إلتصاقا بالوجدان المصرى حتى على مستوى المحلنين و المؤلفين الموسيقيين و فى هذا الجيل نجد أسماء كثيره بداية من أحمد حسن الشجاعى و الذى كان رئيسا للإذاعه فى ذلك الوقت و الذى جعل من الإذاعه مجالا خصبا لإبداع المؤلفين الموسيقيين فوجدنا فى هذا الجيل أسماء كثيره مثل
عبد الحليم نويره
حسين جنيد
إبراهيم حجاج
فؤاد الظاهرى
على إسماعيل
كامل الرميلى
جمال عبد الرحيم
عزيز الشوان
عطيه شراره
عادل جرانه
بدأت التحديات تزداد عمقا و كانت من أهمها إخضاع المقامات العربيه ذات التلات أرباع تون للكتابه الوركستراليه ، بدأت تلك التجربه بسيمفونية بحيرة المنزله لعبد الحليم نويره و التى عزفت لأول مره عام 54 و فيما يلى شرح مبسط لتلك الفكره
( أشرنا فيما سبق أن المسافه الصوتيه بين النغمات نصف و هذا ما يسمى بالسلم الكروماتيكى و هذا هندسيا ملائم تماما لكل علوم التأليف الموسيقى و التى تعتمد على وجود أكثر من لحن فى نفس الوقت و لكن المقامات العربيه يوجد بها بعض النغمات المافه الصوتيه بينها تلات أرباع و هذا مع التوزيع يمكن أن يؤدى بسهوله إلى نشاز و المؤلف الموسيقى عندما يؤلف هذا النوع يكون تماما مثل من يمشى على الحبل فعليه تفادى النغمات ذات التلات أرباع و عدم التوزيع الصاخب أثناء عزفها، بالمناسبه هناك بعض المقامات العربيه التى مازال توزيعها شبه مشكله مثل الرست و السيكاه أما من أشهر المقامات التى تم توزيعها هو البياتى و هذا المقام هو مقام بحيرة المنزله حيث كانت من مقام بياتى الحسينى أى بياتى من على حرف ال لا)
كان من التحديات التى واجهت هذا الجيل أيضا تناول جميع أنواع الموسيقى الكلاسيكيه و إخضاعها للزوق العربى فعلى سبيل المثال قالب الكونشيرتو قالب موسيقى كلاسيكى يعتمد على الأوركسترا السيمفونى و تكون هناك أله هى البطل و هى محور العمل و فى الحركه الثانيه عادة من هذا القالب تترك مساحه /كادنس ليبرز فيها العازف كل مهاراته و عادة هذا القالب يُؤلف من أجل عازفين بعينهم ، العبقرى فى هذا الجيل أننا وجدنا كونشيرتوهات لألات القانون و العود و الناى و من أمثلة هذه الأعمال
1- كونشيرتو القانون للمؤلف رفعت جرانه
2- كونشيرتو الناى الأول و الثانى لعطيه شراره
3- فانتازيا للعود لجمال عبد الرحيم
على إسماعيل
البصمه المصريه الحقيقيه فى الموسيقى الكلاسيكيه
الموسيقى الكلاسيكيه عند على إسماعيل ليست مجال لتجريب من وجهت نظرى بل كانت مساحه أخرى للبوح، على إسماعيل اليتيم إبن الملجأ حفظ عن ظهر قلب كل الأغانى الفولكلوريه التى توفرت لديه و هو فى سن صغيره ، حبه لأغانى عبد الوهاب و أم كلثوم ، تجربته الثريه جدا مع فرقة رضا كل هذا جعل وجدانه عجينه خصبه لكل المشاعر الحقيقيه بالإضافه إلى دراسته الموسيقيه العميقه
مع على إسماعيل وجدنا شخصيه موسيقيه تحاول التفرد حتى لو كان هذا يؤدى إلى بعض التشابه بمعنى أن من يسمع موسيقى أو توزيع لعلى إسماعيل سيعرف أنها له قبل أن يقال له
بعد ذلك و فى فترة السبعينات وجدنا الكثير و الكثير من الملحنين الدارسين لعلوم التأليف الموسيقى مثل
جمال سلامه
عمر خيرت
حسن نشأت
عمار الشريعى
هانى مهنى
مجدى الحسينى
فى هذه الفتره بدأنا نجد أوركسترا شعورى خاص بكل مؤلف و ملحن فكل منهم حافظ على شخصيته الموسيقيه تماما لم يتخلى عن أى ملمح شعورى فيها من أجل تجربه موسيقيه و إن حدث هذا فعلى نطاق ضيق
فى فترة الثمانينات و التسعينات ظهرت أسماء كثيره مثل
راجح داوود
شريف محى الدين
سيد رجب
كمال شكرى
ياسر عبد الرحمن
و أخرين
************
فى الختام كنت أود ترك بعض اللينكات لأعمال بعض المؤلفين و لكن لم أجد شيئا من هذا القبيل على الإنتر نت فأرجوكم تابعوا برنامج نغمات مصريه الساعه 11 مساء و لمدة ساعه على إذاعة البرنامج الموسيقى يوميا
حتى لا أنسى قصيد سيمفونى بمعنى سيمفونيه صغيره من حركه أو حركتين

Tuesday, November 07, 2006

نغمه نشاز

حينما فكرت فى الدخول إلى عالم المدونات كان فى بالى هدفين أساسيين.
الأول : كنت أريد الدخول إلى هذا المجال الذى أعتقد أنه يحوى الكثير من الصادقين فمن يمارس فكرة التدوين بشكلها المحترم بالتأكيد يكون صادقا.
الثانى : أنه لدى ما أريد أن أقوله عن الموسيقى علما و فنا و عن بعض الموسيقين لأنى أرى فى هذا شكل من أشكال الواجب و الرساله لأحبابى.
و لكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن.
يا أصدقاء أول أمس الموافق الخامس من نوفمبر ألفين و سته كان النطق بالحكم على صدام حسين.
و أنا لم أكتب هذا البوست دفاعا عن صدام حسين فجميعنا يعرف من هو و يعرف إلى مدى كان حاكما ظالما لشعبه و لن أستخدم فكرة القوميه العربيه و التى كانت من أهم أفكار قيام حزب البعث سبيلا للدفاع عنه فتلك عرقيه متخلفه لا ترتقى لمستوى عظمة و جمال الفكره القوميه .
و لكن الإحساس المر هو فى فكرة أن الإحتلال أصبح الأن يحاكمنا و يحاكم رموزنا مهما كانت فنحن اولى منهم بمحاكماتهم و أحزن كثيرا عندما أجد أن الكثير من الناس لا يستوعبون تلك الفكره .
تلك الفكره التى توُجب علينا أن نقول فى فترة الإحتلال و فى وجهه أن صدام حسين هو الرئيس الشرعى للبلاد فهو الرئيس صدام حسين و هذه ليست حنجوريه و لا عنتريه و لا عدم واقعيه و يبقى سؤالان هامان جدا
1- إلى متى سيبقى إثنان و عشرون شخصا يعبثون بمصائر الملايين من الشعب العربى و يورطونا فى تلك الأحاسيس؟
2- إلى أى مدى سيؤثر هذا الحدث على ما تبقى من الشعور الإيجابى الناتج عن الحرب اللبنانيه؟
إلى متى نعيش فى زمن النغمه النشاز و عصر الخيانات