وجيه عزيز
www.wagihaziz.com
لن أتحدث عن وجيه عزيز بداياته و مشواره و أعماله فكل هذا موجود فى الموقع الخاص به ، الكلام الحقيقى هو ذلك الطريق الذى قام بشقه داخل المملكه الموسيقيه ، فوجيه عزيز من الملحنين القلائل جدا اللذين إنتبهوا إلى الحالات المزاجيه التى تتميز بها المقامات الموسيقيه و ببساطه سنحاول شرح فكرة المقام حتى يسهل الإحساس بتلك الحاله.
إذا تخيلنا أن أمامنا ألة بيانو و وجدنا الأصابع البيضاء و السوداء التى يعبر كل منها عن نغمه مختلفه و قمنا بالضغط على حرف الدو ثم عددنا سبع نغمات بداية منها فهذا هو المقام بمعنى أن المقام يبدأ من النغمه و ينتهى عند جواب نفس النغمه أى الصوت الحاد منها .
و تختلف المقامات بإختلاف الأبعاد بين السبع نغمات حيث أنه بين كل نغمه و أخرى مسافه صوتيه محدده حسب الموجات الصوتيه الصادره عن كل نغمه و فيما يلى أمثله لمقامات و أعمال فنيه من هذه المقامات للشعور بها.
*مقام العجم أو السلم الكبير
يتميز هذا المقام بالبرأه و الدفء الشعورى و من الأعمال التى تنتمى إليه
1-آه لو تعرف نجاة
2-أهواك عبد الحليم حافظ
3-ممكن محمد منير
4-ساب الجنينه للعبد لله
* مقام النهاوند أو السلم الصغير
يتميز هذا المقام بالرقه و الغموض فى أحيان كثيره و من الأعمال التى تنتمى إليه
1-دور يا زمن على الحجار
2-تخونوه عبد الحليم
3-الفرحه محمد منير
و للحديث عن المقامات بقيه فى بوستات أخرى و لكن حتى لا نخرج كثيرا عن موضوعنا فأريد الإشاره و بقوه إلى الحاله التى يستطيع وجيه عزيز إخراجها من كل مقام مع بروزتها و جعلها بمثابة فلسفه و وجهة نظر موازيه و تفوق فى بعض الأحيان وجهة نظر الشاعر و هذا واضح جدا فى أغنية ممكن لمحمد منير و خصوصا فى البدايه (أسكن بيوت الفرح .. آه ممكن ، أسكن بيوت الحزن .. لا يمكن) لاحظوا مدى التعبيريه العاليه حيث إتخذ اللحن شكل البرائه و الصدق كأنما يريد وجيه أن يقول أن هذه هى الحاله التى فطر الله عليها الإنسان ، بدأت هذه الفكره تمتد إلى فلسفة غناء و طريقه مميزه جدا فمن يسمع ألحان لوجيه بصوت أخرين لابد و أن يعرف أن هذا لحن وجيه و هذا واضح جدا فى أعماله الأخيره بداية من أغنية النهايه لفيلم هيستيريا.
فى إعتقادى أن أحمد ذكى لم يغنى بهذه الطريقه قط و هذا يتضح فى طريقة غناء أحمد ذكى فى (أنا مش عاشق ضلمه) إلى الأخر ، و دخول الكورال فى هذا الجزء بمثابة تظاهره ، كما أعتقد أن فكرة دخول الكورال فكرة وجيه عزيز و ليست فكرة عمرو أبو ذكرى عند التوزيع.
تخيلوا معى مظاهره تجوب شوارع المدن و تقول (أنا مش عاشق ضلمه) بلحنها.
و أخيرا أشير إلى الإستيعاب الكامل من قبل وجيه عزيز لكل تراثه المسيحى الغنائى و هذا واضح بشده فى أغنية (فنان فقير)، وهى من مقام الرست و هو المقام الئيس فى الموسيقى العربيه و الذى يتفرع منه مقامات كثيره تحتوى على التلات أرباع التون و قد سبق شرح فكرة التلات أرباع التون فى أول بوست فى المدونه.
فى النهايه بجد إسمعوا وجيه كويس ملحن مهم جدا و وجهة نظر غير مسبوقه فى الموسيقى العربيه.