ذكرى
أمس الموافق 29/9/2006 مرة علينا الذكرى السادسة و الثلاثون على رحيل جمال عبد الناصر و منذ أن نويت أن أكتب فى هذا الموضوع و حتى كتابة هذه السطور لم أكن قد حددت أى المداخل سأبدأ به كلامى و أى النقاط سأتحدث عنها فقررت أن أتركها للتساهيل فى لحظة الكتابه و سأحاول مراعاة الحياديه قدر المستطاع
بداية ما قام به ناصر و تنظيم الظباط الأحرار إسمه العلمى إنقلاب و ليس ثوره فالثوره لابد من مشاركة الجماهير بشكل فعال فيها و لابد أن يكونوا هم السبب و المفكر و المحرك أما فى إنقلابات الجيوش فعادة ما تكون رد فعل مجموعه من ضباط الجيش تجاه أحداث معينه أو تجاه نظام حكم و هذا ما كان فتحرك ناصر و من معه كان ضد وجود الإنجليز و الحاشيه الموجوده حول الملك فقط و ليست ضد الملك و لكن ما حدث أن بعد قيام تلك المجموعه بالعمليه إنقلبت اللعبه السياسيه تماما و الموازين داخل القصر و كان هذا بسبب الوضع المزرى الموضوع فيه الملك فاروق فكانت الضغوط عليه تنهال من كل جانب من الإنجليز تاره و من الوفديين تارة أخرى و فى ثلاثة أيام رحل الملك فاروق و وجد تنظيم الضباط الأحرار نفسه مسؤلا عن بلد و حكم دون تجهيز مسبق أو إعداد لفلسفه أو حتى نظره مستقبليه للمشوار المصرى فى السنوات التاليه و هنا بدأ دور هيكل مع اللواء محمد نجيب و جمال عبد الناصر فى وضع رؤيه عامه و هو ما عُرف بعد ذلك ب (فلسفة الثوره) و فى رأى أن تلك الفلسفه هى التى جعلت تنظيم الضباط الأحرار ينقلب على اللواء محمد نجيب و يرفض وجوده و هذا لأن اللواء نجيب أراد التعويل مرة ثانيه على بعض رموز العهد البائد فى بعض الأمور السياسيه
ناصر لم يكن صاحب فكرة القوميه العربيه بل بدأت عند مجموعه أسمها القوميين العرب تواجدت فى سوريا فى ثلاثينات القرن العشرين و حتى قانون الإصلاح الزراعى و السد العالى ليسوا من بنات أفكار ناصر الغريب و المهم أن ناصر إستطاع أن يجعل من تلك الأفكار الموجوده فى الكتب و على الألسنه حياه لها ملامح و أتوجه الأن بكلامى إلى الرافضين لأنية تنفيذ قانون الإصلاح الزراعى للأنه جاء بالظلم على بعض الأثرياء الذين لم يكن لهم ذنب فى الإستيلاء على هذه الأرض على حد زعمهم و أقول أن كل الأراضى التى إستُردت عن طريق هذا القانون قد أهداها محمد على إلى أثرياء عصره أجداد أثرياء عصر عبد الناصر
فى إعتقادى أن ما قام به عبد الناصر فى خلال ثمانية عشر عاما هى فترة حكمه يستحق النظره الفاحصه على المستوى السياسى و العسكرى و الإقتصادى أعتقد أن جميعنا شعر بأهمية القطاع العام بعد بيع الكثير منه و مدى أهمية تأميم قناة السويس بعد بيع الشركات الصغيره و التى كانت تختص بصيانة مجرى القناه و تشغيل بعض المهندسين ، فى عهد عبد الناصر وجدت الطائرات الحربيه الصناعه المصريه و كانت طرازها )جمهوريه( و رأينا أشياء كثيره من الصناعه المصريه أما من الناحيه العسكريه جميعنا يعلم أن إنتصار مصر على العدوان الثلاثى سنة 56 لم يعد كله للتدخل الأمريكى و إعطائها أوامر لإنجلترا و فرنسا بوقف العدوان ، الإنتصار الأكبر كان عن طريق الناس العديين فى بورسعيد و تحويل الحرب إلى حرب شعبيه عسكريه من الدرجه الأولى و فى إعتقادى أن هنا بلوره جيده للعلاقه بين عبد الناصر و الجماهير ، تحويل فكرة القوميه العربيه إلى فكره إستراتيجيه و سياسيه بدلا منت أنت تكون فكره عرقيه عنصريه ساعد على سرعة القيام ببعض تجارب حيه للوحده العربيه سواء بين مصر و سوريا أو مصر و ليبيا و السودان و اليمن
بعد يونيو 67 بدأ ناصر فى إعادة تدريب الجيش المصرى و بداية ما يسمى بحرب الإستنزاف بالمناسبه السبب الأساسى فى النكسه هى محاوله أخرى لإنقلاب أخر كان يريد القيام به المشير عبد الحكيم عامر
أعتقد أن من الأخطاء التى وقع فيها عبد الناصر إطلاق يد العنان لبعض النماذج الفاسده من مجلس قيادة الثوره مما أدى إلى وة جدود أبشع صور التعذيب و الإنتهاكات الأدميه داخل معتقلات ناصر
الثابت أن أبشع معتقلات عاصرتها مصر معتقلات ناصر
و أحب الحكام المصريين إلى العرب ناصر
و الثابت أن من كرهوا ناصر بمجمله لم ينفوا عنه صفة الوطنيه بأى حال من الأحوال فبالفعل تجربة ناصر خلقت منه رمز حقيقيا للشعور الحار بالكرامه و العزه التى إفتقدناها كثيرا منذ وفاته هذا ما يجعل صورة ناصر بجانب صور لحسن نصر الله و الشيخ أحمد ياسين و حتى صدام حسين بعد سقوط بغداد
نحن لسنا فى حاجه أن يعود عبد الناصر مرة أخرى مثل ما يقول سازجى التيار الناصرى نحن نريد خلق روح ثوريه غاضبه تعرف حقوقها و مستفيده من تجربة ناصر و كل التجارب المشرفه فى حياتنا فأنا بصراحه برغم عشقى و ولعى بناصر فأنا أرفض تماما الرهان على الصدفه التى ربما تأتى بناصر جديد